الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

 تعريف الأعداد
 

 
                                       
    
 
 
يعد الصّفر أوّل الأعداد وأكثرها تبسيطا وأشدها شهرة ودهشة واستعمالا وأهميّة وروعة . وفي الحقيقة ، يمتاز هذا العدد بمزايا خاصّة استثنائيّة لا يتمتّع بها أيّ عدد آخر ، إذ بعد انتهاء العدد تسعة ، تستعين الأعداد بالصّفر من أجل دورة جديدة ، وحين يصل العدّ إلى التّسعة عشر ، يتدخّل واحد ثان مع الصّفر ، من أجل ابتداء دورة جديدة ثانية . من هنا ، الصّفر بعد أزليّ ، وهو أساس الخلق ، والسّر الذي ترتكز عليه كل الأعداد ، وإليه تعود في النهاية لتتنامى وتعظم . لذلك يرمز الصّفر إلى الاستمرارية ، منه يبتديء كل شيء ، وفيه ينتهي كل شيء ، ويستحيل على الأعداد الاستمرار من دونه .
 

وظيفته الأصلية :
       للصفر وظيفتان عظيمتان هما : الدلالة على معنى : لا شيء ، وملء المنزلة الخالية لحفظ ترتيب المنازل .
أصـله :
       اختلف المؤرخون في أصل الصفر ومنبته : فرجح اكثرهم - ومنهم الدكتور أحمد سليم سعيدان - أنه هندي الأصل . كما أن العلماء السابقين الذين تكلموا عن الأرقام الهندية والحساب الهندي ، ذكروا الصفر ضمن كلامهم في هذا المقام .

العدد 1 والأمراض

       الأشخاص ذوو العدد 1 ، وال10 ، وال19 ، وال28 من أي شهر ، لديهم نزعة إلى الإصابة بمرض القلب بشكل أو بآخر ، من مثل الوجيب (خفقان القلب بسرعة) ، أو عدم انتظام الدورة الدموية ، وفي الفترة المتقدمة من الحياة ، الإصابة بضغط الدم الشرياني المرتفع . وهم ، على وجه الاحتمال ، يعانون اضطرابا في العينين أو اللاإستجمية (علّة في العين أو العدسة ، تجعل الأشعة المنبعثة من نقطة من الشيء لا تجتمع في نقطة بؤرية واحدة ، وبذلك يبدو ذلك الشيء للعين على نحو غير واضح) ، ويستحسن أن يجروا فحصا دوريا لنظرهم .
       تناسبهم بعض الأعشاب والثمار مثل العنب ، البابونج ، الورت ، الزعفران (الجاوي) ، كبش القرنفل ، جوزة الطيب ، الحمّاض ، لسان الثور (عشب أوروبي أزرق الزهر) ، جذور الجنطيانا ، ورق الغار ، الليمون ، البلح ، الصعتر ، المرّ ، رعي الحمام المسكّي ، الزنجبيل ، والشعير (خبز الشعير من الشعير) ، كما ينبغي ان يأكلوا عسلا بقدر ما هو باستطاعتهم .
       الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : تشرين الأول ، كانون الأول ، وكانون الثاني .


 في اللغة العربية القديمة ولهجاتها
اثنان – اثنتان
       في الجبالية (ث رُ ه) (ثُ رُ ت) وفي المهرية (ث رْ ه) (ثْ ر ت) ، في السبئية (ث ن ي) (ث ت ي) ، وهناك احتمال أن (ث ن ي) السبئية تطورت عن (ث ر ه) وذلك بعد أن قلبت الراء التي في (ث ر ه) إلى نون فأصبحت (ث ن ه) . وفي تطورات الطور السبئي حلت الياء محل الهاء وكأن هناك اتجاها أو مسارا تندفع من خلاله العربية لتصل إلى صورتها الحالية ، ومن ثم أضيفت الألف إلى بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ثم أضيفت نون إلى العدد ليأخذ شكله النهائي (اثنان) أو (اثنين) .


العدد ثلاثة (3)
       كان العدد 3 عددا مقدسا عند الساميين ، عموما ، والعبرانيين خصوصا ، فالكون مؤلف من ثلاثة : السماء ، والأرض ، والبحار . وكانت آلهة البابليين العظيمة ثلاثة : (آنو) للسماء ، و(بعل) للأرض ، و(أيا) للمياه والغمر . وهذا العدد يرمز ، أيضا ، إلى الثالوث القدّوس . وكثيرا ما كان العبرانيون يشدّدون على أمر ما بالتوكيد عليه ثلاث مرات ، كقولهم : (هيكل الرب ، هيكل الرب ، هيكل الرب هو) (أرميا 7 : 4) ، و(يا أرض ، يا أرض يا أرض ....) (أرميا 22 : 29) ، و(منقلبا ، منقلبا ، منقلبا اجعله) (حزقيال 21 : 27) ، و(قدّوس ، قدّوس ، قدّوس) (أشعياء 6 :2) . وهو يرمز إلى الخير والفأل والحظّ الحسن . يمثّل الثلاثة الخلق ، لذلك تعرف معظم الديانات ثلاثة وجوه للإله الذي خلق العالم من العدم . وهنا يقول بالزاك (إنّ العدد ثلاثة علامة الخلق ، وهو عدد يعجب الله) .


تعريف موجز للعدد أربعة

       هذا العدد مقدس عند الشعوب السامية أيضا ، ويشير إلى الأفق الجغرافي كله (الأمام ، والخلف ، واليمين ، والشمال) ، وإلى الجهات الأربع ، والرياح الأربعة (حزقيال 37 : 9) ، وأنهار الفردوس الأربعة (تكوين 2 : 10) ، والحيوانات الأربعة (حزقيال 1 : 5 – 10) ، والتعويض عن المسروق بأربعة (حزقيال 22 : 1) .

       واللفظ (أربعة) مشترك في جميع اللغات الساميّة : في الفينيقية (أربعا) ، وفي العبرية (أربعا) ، وفي السريانية (أربعا) . وجذر (أربعة) هو (ربع) ، وهذا الجذر يفيد في اللغة الآرامية ، واللغة العبرية معنى : ربض . ومن عائلة (ربض) : (ربص) ، و(ربذ) وهي بمعنى : (بسط) ، و(جثم) ، و(أقام) ، وأكثر ما تستعمل للحيوان ، لأن قوائمه الأربع تنبسط على الأرض عند استلقائه عليها . ونرى أن المعنى الأصيل لهذا الجذر هو (المدّ) ، و(النّشر) ، و(البسط) مأخوذة من صورة الكف المنبسط دون الإبهام . وأغلب الظنّ أنّ (أربعة) مشتقّة من كلمة ساميّة قديمة هي (ربع) التي تعني راحة الكف .  


تعريف موجز عن العدد خمسة

       هذه اللفظة سامية مشتركة ، وهي في السريانية Hamsen    أو   Hamsha  ، تعني : قبض على الشيء . ونعتقد أنّ الجذر (حمس) أو (خمس) يعني اليد بكاملها . ومن فكرة (اليد) أخذ الساميون فكرة القوّة . ولفظة (اليد) تعني ، في كثير من اللغات السامية ، القوّة ، والبطش ، والشدّة . واجذر (حمس) يعني ، في كثير من اللغات السامية ، القوّة ، والنشاط كما في (حماس) و(حماسة) . ومن الجذر (خمص) يشتق (أخمص القدمين) ، واللفظة  Gamots تعني ، في اللغة العبرية ، قبضة اليد . وعلى هذا نعتقد أن لفظ (الخمسة) مشتقّ من لفظ ساميّ قديم يعني (اليد) ، أو (القبضة) ، أو (الأخمص) . وهذه الأشياء توحي بالفكرة العددية .  

 العدد ستّة والمرض
       الأشخاص ذوي العدد ستّة نزّاعون إلى الإصابة في الحنجرة ، والأنف ، والجزء الأعلى من الرئتين ، وعادة يتمتعون ببنية قوية خصوصا إذا توفر لهم المناخ الصحي الملائم ، أما النساء غالبا ما يصبن في أثدائهن ، كما يصبن بحمّى الإرضاع أو اللبن .
       الأعشاب المناسبة لهم هي : كل أنواع الفاصوليا ، والجزر الأبيض ، والسبانخ ، والكوسا ، والنعنع ، والبطيخ ، والرمان  ، والتفاح ، والخوخ ، والمشمش ، والجوز ، واللوز ، وعصير كزبرة البئر أو أنواع السرخس ، والنرجس البرّي ، والصعتر البرّي ، والمسك ، والبنفسج ، ورعي الحمام ، وأوراق الورد .
       والأشهر التي ينبغي الاحتراس منها كثيرا جدا بالنسبة إلى الصحة السقيمة ولإرهاق في العمل هي : أيار ، تشرين الأول ، وتشرين الثاني .

تعريف موجزللعدد سبعة

العدد سبعة في العربية القديمة ولهجاتها

سبعة – سبع
       في الجبالية (ش ب ع ت) شُ بُ×ع) والباء في حالة التانيث لا تكاد تسمع وذلك بتأثير صوت المد الذي يرافق نطق الشين إذ أن الشين تنطق مضمومة في حالة التأنيث ويؤثر هذا الصوت على نطق الباء فلا تكاد تُسمع بل يطغى ذلك الصوت على كيان الكلمة ، وهذا الأمر قد يصادفنا كثيرا في الجبالية .
       وعود على بدء ففي المهرية (ه ب عْ ِ ت) (هٌ ب ع) وفي السبئية (ش ب ع ت) (ش ب ع) .


العدد ثمانية

        هذا اللفظ ساميّ مشترك ، ويكون إما بالثّاء ، كما في اللغة العربية الفصحى ، أو بالتّاء كما في اللغة العامية اللبنانية والآرامية ، والسريانية (تمانية) ، أو بالشّين كما في اللغة العبرية والفينيقية (شامونه) (Shemoneh) .
       وقد يظنّ الباحث بادىء ذي بدء أن جذره ثنائي من (ثمّ) أو (شمّ) أو (تم) أو (زم) ، ولكنه إذا نظر في هذه الجذور الثنائية ، لن يعثر على معنى يصلح أن يكون المصدر الذي أُخذت عنه فكرة الثمانية العددية . ولذا نعتقد أنّ الكلمة حاميّة غير ساميّة ، وهي في المصرية القديمة (Khmn) . واللغتان السامية القديمة ، والحاميّة القديمة كانتا في أعصر ما قبل التاريخ من عائلة واحدة .




العدد تسعة
       هذا اللفظ سامي مشترك ، وهو في العربية ، والسبئية ، واللحيانية بالسِّين : "تسع" ، و"تسعة" ؛ وفي العبرية والسريانية بالشِّين : "تشعة" (Tish,ah) أو (Ttesh,a) . وهذا اللفظ من أشد أسماء العدد غموضاً ، وأصعبها معنىً . وربما كان حامي الأصل ، إذ لم نستطع أن نقرنه بجذر سامي معروف .
       يرمز التسعة في الحضارات القديمة ، إلى القداسة ، خصوصا في الهند ، وهو مضاعف الثلاثة ، رمز الخلق والخير . كذلك فإن الثمانية عشر ، مضاعف التسعة ، عدد مقدس أيضا ، ومن هنا كل عدد يضم الثلاثة والتسعة يعتبر مقدسا في الحضارات الشرقية عموما .



منى محمد الشهري

0 التعليقات:

إرسال تعليق